الإمتداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ود الإمتداد... مشيناها خطىً كتبت علينا..أقطع تزكرتك..( يوجد شطٌة!..)

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

ود الإمتداد... مشيناها خطىً كتبت علينا..أقطع تزكرتك..( يوجد شطٌة!..) Empty ود الإمتداد... مشيناها خطىً كتبت علينا..أقطع تزكرتك..( يوجد شطٌة!..)

مُساهمة من طرف Badreldin Farou الثلاثاء نوفمبر 03, 2009 1:45 pm

الزمان......مساء صيفي..يتعرج بخطوط وألوان عالم آخر..ربما كان توأماً أونظيراً لعالم آخر عشته في زمن ما ضمن جزء مفقود من أصقاع الزاكرة المتعبة..
إختصر...جاييك مخصوص من (جدة) قصرت معاك؟..أها..الساعة كم؟....الساعة خمسة ونص..
المكان.........مدينة تركتها ورائي...مسكونة بالشوق والفرح الخرافي....مدينة تحويني فضاءاتها الممتدة على مديات البصر..تفجرني بين آنٍ وآنٍ صوراً ساخنة ..تأتي أحداثها سريعة..دفاقة...تمر كلمح البصر..فتطفئ ما يعتريني من حمى أحزانى و(أنفلونزيتي غير الخنزيرية) بين كل من عرفت من حناياها وأرجائها وسكانها.ـ بالمناسبة بقيت 100% ـ ...
المكان بالتحديد ياااخ؟..والحاصل شنو؟....محطة سبعة..ماسح الأحذية....كرسى عتيق وجورب مثقوب أطل أصبعي ما أن خلعت حذائي المهترئ..لم أهتم...تناولت جريدة قديمة لفشلنا الرياضي....أمعنت فيها....أيضاً لم أهتم ...حولي كانوا خليطاً من البشر..مارة..أصحاب محلات..ضيوف..حرفيين أصحاب مهن مختلفة..مثقفين..عربجية..صعاليك ومجموعة أطفال عابرة...والفهم....الفهم شنو؟..الأولاد إمتحاناتهم على الأبواب يا أخونا!....
أوووووه!...ماسح الأحذية صفها علب الورنيش بشكل بديع في صندوقه البالي..تاركاً الشوال الممتد ما بيني وبينه لأشكال وألوان من المماسح والفرش المتعددة الأحجام..
تأملت حولى...عن يميني إمتدت أكشاك قليلة ...بائع فواكه..كشك سجائر..ومساحة خالية تنتهي بكشك أكبر حجماً..مخروطي الشكل ولا يشبه أكشاك الآخرين بجواره..تناثرت أمامه مجموعة أشجار هزيلة لا تسقى بشكل منتظم..وأحاطته ما يمكن تسميته بالسور..وإن حمل لافتة باهتة زرقاء كتب عليها باللون الأبيض (بسط الأمن الشامل)....يخيل للمرء هنا أن المكان بفوضويته المنظمة ساحة معارك كبيرة تشهد مئات القتلى في اليوم الواحد....أو خمارة ضخمة يمارس خليطها المتنافر أعمالاً (تخل بالآداب) بشكل علني فيما بينهم بحلول خيوط الظلام الأولى في المكان....أهااااا خشينا السياسة؟...الكُشك حق الدولة...أمرُق منها إنت!...
حذائي....كان كلعبة مشوقة بين يديه.....عالج الجزء الممزق بضربات محكمة وسريعة بالإبرة الرفيعة الحادة في يده وأخفى أثر الخيط بمهارة يحسد عليها خلال جرح لايكاد يلاحظ أحدثه في أرضية الحذاء...وبدأ حفلة دهانه بالورنيش....
ألقيت جريدة الفشل الرياضي من يدي جانباً...على يساري إمتداد أكشاك أخرى لبيع التمباك...عماري تلال دارفور..لو ما فاطر ما تخاطر...تتسرب بالجو روائح طبيخ لذيذ...ممزوجة بعبق القرفة والهبهان صادرة من مواقد مجموعة من النساء تموضعن على مساحة تمتد ما خلف الأكشاك والمدرسة الحديثة الخاصة....أصوات السيارات خلفي غطى عليها الضجيج المفتعل لسائقي الرقشات غير أن سائقي الحافلات في تخطفهم للركاب لا يفوتهم حشو أفواهنا وعيوننا بجرعات مكثفة من غبار أتربتهم....كأنهم يلقون بجام غضبهم عن إنصراف زبائنهم لسيارات الأمجاد علينا نحن الجالسون هنالك على ضفافات الطريق...ياخى ما تلِف وتدوٌر؟...كُنا وين؟....
تقريباً إنتهى الحذاء ..تأملته وهو ينهال عليه بضرباته السحرية المتتابعة كآخر بروفة للإكتمال...يغيظني هذا الشرطي الأبله وهو يصدر أوامره للباعة بالمحطة بعدم أخذ الماء من حنفية الدولة....حتى الماء تمنعه الدولة عن مواطنيها...بل تتعمد قطعه.....ياخي كرٌهتنا معاك؟! واصل يا فِكنا....
إنتهى الحذاء...حقاً أصلح العطار ما أفسده الدهر....كان رائعاً..جديداً..بمعجزة أخرى من هذا الساحر..إرتديته...إبتسمت في وجهه...نفحته أجره وتعلق بصري بغتة لمنظر علب الورنيش المصفوفة بطريقة بديعة...الصندوق نفسه كان عملاً فنياً...بقع الورنيش وبقايا الغسيل الملون أحالته تحفة فنية...وفي منتصف الصندوق دوٌن صاحبه بيتاً للشعر..بيت جميل بخط واضح...يعني جايبنى مشوار من (جدة) لى محطة سبعة...عشان في النهاية تطلٌع لي بتاع الورنيش دة بيكاسو؟!!....
المناسبة.........هي دعوة لك يا صديقي للعشاء.ولكل الإمتداداب الأعزاء...لم أتمكن من توجيهها لك يا عادل خلال محادثتك الأخيرة لي لأكثر من ساعة كاملة....لا لبخل في طبعي يا صديق..لكن لبعد المسافات...وإستحالة التواصل....عمليا...فما بين ستوكهولم وجدة آلاف التفاصيل الضائعة...وما بيني وبينك إمتدادية متأصلة تسمح لي بلقائك هناك..في بيتي أو بيتك لا يهم...في مطعم أو كافتيريا أيضاً لا يهم طالما كانت بالإمتداد..ولأؤكد لك أني لاذلت أحفظ تلك المعالم الحميمة في الإمتداد..ولك جميع ما تشتهيه يا صديق...أقاشي سخن ووجبة سمك فاخرة من (الشامية) أو صحن فول مدنكل مع طعمية و شطة بالدكوة من (ركن جحا) ـ محل رهيب يا معلم ـ ما أظنك حضرت افتتاحه (بفتح في مركز صحي سمير...ثم تحلية بسبوسة وكنافة من العيار الثقيل من كافتيريا ( الصالح) بداية الإمتداد... فبسبوسة المعلم محمد طوربيد لا يعلى عليها.....وختامها مسك بحليب فاخر (نخب أول) من بقالة آسيا في الحلة.....
سرني حديثك يا عادل....وشدني أكثر بيت الشعر المدون في صندوق ماسح الأحذية الفنان...كان الصندوق متسخاً ببقع الورنيش..نعم....ولكن المقطع الشعري كان واضحاً....
كانت الأبيات هي:ـ
مشيناها خطىً.....كتبت علينا
ومن كتبت عليه خطىً.....مشاها
تستاهل الضبايح....عادل عوض بلال....وكل بورداب الإمتداد...خليك شوية في الإمتداد..جدة ملحوقة...بس طمئنا على الأهل....
أبقى قريب..
Badreldin Farou
Badreldin Farou
القلم المميز
القلم المميز

عدد المساهمات : 121
تاريخ التسجيل : 29/07/2009
الموقع : Sweden

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ود الإمتداد... مشيناها خطىً كتبت علينا..أقطع تزكرتك..( يوجد شطٌة!..) Empty رد: ود الإمتداد... مشيناها خطىً كتبت علينا..أقطع تزكرتك..( يوجد شطٌة!..)

مُساهمة من طرف Majdi AbdulRahim fadul Mo السبت نوفمبر 07, 2009 11:31 pm

Badreldin Farou كتب:الزمان......مساء صيفي..يتعرج بخطوط وألوان عالم آخر..ربما كان توأماً أونظيراً لعالم آخر عشته في زمن ما ضمن جزء مفقود من أصقاع الزاكرة المتعبة..
إختصر...جاييك مخصوص من (جدة) قصرت معاك؟..أها..الساعة كم؟....الساعة خمسة ونص..
المكان.........مدينة تركتها ورائي...مسكونة بالشوق والفرح الخرافي....مدينة تحويني فضاءاتها الممتدة على مديات البصر..تفجرني بين آنٍ وآنٍ صوراً ساخنة ..تأتي أحداثها سريعة..دفاقة...تمر كلمح البصر..فتطفئ ما يعتريني من حمى أحزانى و(أنفلونزيتي غير الخنزيرية) بين كل من عرفت من حناياها وأرجائها وسكانها.ـ بالمناسبة بقيت 100% ـ ...
المكان بالتحديد ياااخ؟..والحاصل شنو؟....محطة سبعة..ماسح الأحذية....كرسى عتيق وجورب مثقوب أطل أصبعي ما أن خلعت حذائي المهترئ..لم أهتم...تناولت جريدة قديمة لفشلنا الرياضي....أمعنت فيها....أيضاً لم أهتم ...حولي كانوا خليطاً من البشر..مارة..أصحاب محلات..ضيوف..حرفيين أصحاب مهن مختلفة..مثقفين..عربجية..صعاليك ومجموعة أطفال عابرة...والفهم....الفهم شنو؟..الأولاد إمتحاناتهم على الأبواب يا أخونا!....
أوووووه!...ماسح الأحذية صفها علب الورنيش بشكل بديع في صندوقه البالي..تاركاً الشوال الممتد ما بيني وبينه لأشكال وألوان من المماسح والفرش المتعددة الأحجام..
تأملت حولى...عن يميني إمتدت أكشاك قليلة ...بائع فواكه..كشك سجائر..ومساحة خالية تنتهي بكشك أكبر حجماً..مخروطي الشكل ولا يشبه أكشاك الآخرين بجواره..تناثرت أمامه مجموعة أشجار هزيلة لا تسقى بشكل منتظم..وأحاطته ما يمكن تسميته بالسور..وإن حمل لافتة باهتة زرقاء كتب عليها باللون الأبيض (بسط الأمن الشامل)....يخيل للمرء هنا أن المكان بفوضويته المنظمة ساحة معارك كبيرة تشهد مئات القتلى في اليوم الواحد....أو خمارة ضخمة يمارس خليطها المتنافر أعمالاً (تخل بالآداب) بشكل علني فيما بينهم بحلول خيوط الظلام الأولى في المكان....أهااااا خشينا السياسة؟...الكُشك حق الدولة...أمرُق منها إنت!...
حذائي....كان كلعبة مشوقة بين يديه.....عالج الجزء الممزق بضربات محكمة وسريعة بالإبرة الرفيعة الحادة في يده وأخفى أثر الخيط بمهارة يحسد عليها خلال جرح لايكاد يلاحظ أحدثه في أرضية الحذاء...وبدأ حفلة دهانه بالورنيش....
ألقيت جريدة الفشل الرياضي من يدي جانباً...على يساري إمتداد أكشاك أخرى لبيع التمباك...عماري تلال دارفور..لو ما فاطر ما تخاطر...تتسرب بالجو روائح طبيخ لذيذ...ممزوجة بعبق القرفة والهبهان صادرة من مواقد مجموعة من النساء تموضعن على مساحة تمتد ما خلف الأكشاك والمدرسة الحديثة الخاصة....أصوات السيارات خلفي غطى عليها الضجيج المفتعل لسائقي الرقشات غير أن سائقي الحافلات في تخطفهم للركاب لا يفوتهم حشو أفواهنا وعيوننا بجرعات مكثفة من غبار أتربتهم....كأنهم يلقون بجام غضبهم عن إنصراف زبائنهم لسيارات الأمجاد علينا نحن الجالسون هنالك على ضفافات الطريق...ياخى ما تلِف وتدوٌر؟...كُنا وين؟....
تقريباً إنتهى الحذاء ..تأملته وهو ينهال عليه بضرباته السحرية المتتابعة كآخر بروفة للإكتمال...يغيظني هذا الشرطي الأبله وهو يصدر أوامره للباعة بالمحطة بعدم أخذ الماء من حنفية الدولة....حتى الماء تمنعه الدولة عن مواطنيها...بل تتعمد قطعه.....ياخي كرٌهتنا معاك؟! واصل يا فِكنا....
إنتهى الحذاء...حقاً أصلح العطار ما أفسده الدهر....كان رائعاً..جديداً..بمعجزة أخرى من هذا الساحر..إرتديته...إبتسمت في وجهه...نفحته أجره وتعلق بصري بغتة لمنظر علب الورنيش المصفوفة بطريقة بديعة...الصندوق نفسه كان عملاً فنياً...بقع الورنيش وبقايا الغسيل الملون أحالته تحفة فنية...وفي منتصف الصندوق دوٌن صاحبه بيتاً للشعر..بيت جميل بخط واضح...يعني جايبنى مشوار من (جدة) لى محطة سبعة...عشان في النهاية تطلٌع لي بتاع الورنيش دة بيكاسو؟!!....
المناسبة.........هي دعوة لك يا صديقي للعشاء.ولكل الإمتداداب الأعزاء...لم أتمكن من توجيهها لك يا عادل خلال محادثتك الأخيرة لي لأكثر من ساعة كاملة....لا لبخل في طبعي يا صديق..لكن لبعد المسافات...وإستحالة التواصل....عمليا...فما بين ستوكهولم وجدة آلاف التفاصيل الضائعة...وما بيني وبينك إمتدادية متأصلة تسمح لي بلقائك هناك..في بيتي أو بيتك لا يهم...في مطعم أو كافتيريا أيضاً لا يهم طالما كانت بالإمتداد..ولأؤكد لك أني لاذلت أحفظ تلك المعالم الحميمة في الإمتداد..ولك جميع ما تشتهيه يا صديق...أقاشي سخن ووجبة سمك فاخرة من (الشامية) أو صحن فول مدنكل مع طعمية و شطة بالدكوة من (ركن جحا) ـ محل رهيب يا معلم ـ ما أظنك حضرت افتتاحه (بفتح في مركز صحي سمير...ثم تحلية بسبوسة وكنافة من العيار الثقيل من كافتيريا ( الصالح) بداية الإمتداد... فبسبوسة المعلم محمد طوربيد لا يعلى عليها.....وختامها مسك بحليب فاخر (نخب أول) من بقالة آسيا في الحلة.....
سرني حديثك يا عادل....وشدني أكثر بيت الشعر المدون في صندوق ماسح الأحذية الفنان...كان الصندوق متسخاً ببقع الورنيش..نعم....ولكن المقطع الشعري كان واضحاً....
كانت الأبيات هي:ـ
مشيناها خطىً.....كتبت علينا
ومن كتبت عليه خطىً.....مشاها
تستاهل الضبايح....عادل عوض بلال....وكل بورداب الإمتداد...خليك شوية في الإمتداد..جدة ملحوقة...بس طمئنا على الأهل....
أبقى قريب..

بدرالدين يامبدع هذة المعالم تكاد تكون منقوشة علي تلال غربتنا الأبدية مع بعض رتوش في الخاطر من أبوحنك ولون حليب من الخالة آسيا مع بعض حلويات كعب الغزال واصلـ حبك وحياكة أحذية الزمن الجميل لك في مهجرك أسراب أوز تحلق علي حواف المفردة بالله التحايا لكل ركن وغبره من رمال حلتنا التحية موصوله لخالك العزيز نقد عثمان نقد وهوصديق منذ الطفولة المفقودة.

،،،،أبوقصي،،،،
Majdi AbdulRahim fadul Mo
Majdi AbdulRahim fadul Mo
وسام التميز
وسام التميز

عدد المساهمات : 673
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
الموقع : الأمتدا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى