الى الاخوة المغتربين (الا هل بلغت اللهم فاشهد)

لكل المتواجدين فى دول المهجر لاتعودوا الى ارض الوطن الان، ورغم اشتياقنا اليكم وتمنياتكم انتم بحضوركم هنا الا انكم ستصابون بنوع غريب من الهيستريا بعد مرور اسبوع واحد فقط من حضوركم انها هيستريا الاحباط والزهج والملل وده كلو كوم والزهايمر كوم براهو فنوعية هذا المرض للاخوة المغتربين نوعيه خاصه تجعلك خارج نطاق الزمن طاشى شبكه وتبتسم بدون سبب هذا بالنسبه للاخوة المغتربين مابين عامين الى خمسة اعوام ام الذين تخطوا حاجز العشرة اعوام فسيصابون بمرض الزهول والزغلله وهو مرض خطير جدا يجعلك غير قادر على الجلوس فى مكان واحد وفى حالة اندهاش دائم ، وبحسبان عوامل الطقس الحار جدا والذى يشابه الى حد كبير طقس الابل فى الصحراء ستجدون انفسكم غير قادرين على الكلام وبعد خمسة ايام فقط ستتحول تلك الربربه فى الكلام والضحكات المجلجله الى اشارات فقط، مع ظهور تلك التجاعيد على الوجه ومن حين الى اخر تحتاج ان تمسح على وجهك ذلك العرق الغزير بكلتا يديك وفى نفس الوقت تحتاج ان تتكلم فلا تستطيع، حتى الاشارة انعدمت بعد ان تكبلت يداك ولن تجد سبيل غير ان تطلق صرخه قوية جدا تخفف عنك وطأة ماانت فيه...
فى الاسبوع الاول ستكون مبتهج فى المساء بلمة الاهل والاصدقاء وذلك الحبور الذى يملأ المكان وشاى المغرب وناس الحلة الحلوين ولو مامتزوج سيتاهفت عليك الجكس من كل جهة وكل واحده تجى وامها معاها ويرسمون على وجوههم ابتسامة عريضه ويغمرونك بوابل من التحايا والتمنيات والاشواق فى محاولة لتقريب المسافات ، والامور ستكون كلها على مايرام خصوصا انك لسه مافتحت الشنط التى ترقد داخل تلك الغرفه المطرفه والابواب مغلغه والكل يترقبونها ويمرون من امام الغرفه يتنسمون تلك الروائح المنبعثه منها لذلك ستحظى بمزيدا من الاهتمام الى حين ان يأخذ كل زول نصيبو، وستقضى معظم الثلاثه ايام الاوله فى سمر يمتد الى مابعد منتصف الليل اوربما الى مشارف الفجر يكون وقتها الباعوض قد ارتحل ولكن خبر وصولك الى ارض الوطن لابد انه قد وصل الى اسراب الباعوض المرابطه فى مكان ما بالقرب من منزلكم فيدور بينها همس وتقترب من بعضها البعض وهى تبتسم فهاهى باعوضه صغيره تتحفز بشده وهى تهمس للبقيه وتقول لهم والسعاده تغمرها (حسب السمعتو صاحبنا ده جاى من السعوديه ليهو سنين ماجا السودان) فترد عليها باعوضه اكبر حجما (ده بكون عندو دم صاح و...... ) وقبل ان تكمل حديثها تقاطعها باعوضه متوسطة الحجم وتقول(انا شفتو سمين وامين) وهكذا تكون خيوط المؤامرة قد اكتملت وفى مساء اليوم الرابع تداهمك اسراب من الباعوض تفشل معها كل المحاولات واود ان احيط سيادتكم علما ايها المغتربين ان باعوض هذه الايام هنا فى السودان يختلف عن باعوض زمان فهو لايتأثر بكل انواع البف باف ودواء الباعوض وتلك المساحيق وله مقدره عجيبه على تخطى كل الحواجز من بطانيه الى ملايه الى توب وله مقاومه عجيبه لكل التيارات الهوائيه من مروحه الى مكيف والله العظيم لن تستطيعوا معه صبرا ومع طلوع شمس يوم جديد يغادر فى هدوء تام ويتركك وانت فى حيرة من امرك تسال نفسك ده شنو ده وتلعن ابوها اجازة...
وفى الصباح ستحاول ان تخرج مبكرا لجهاز شئون المغتربين للقيام ببعض الامور وستحاول ان تبحث عن الماء الذى سيمنحك النشاط فى ذلك الصباح ولكن هيهات فالماسورة تصدر صوت اشبه بالشخير والجرادل فاضيه وعندما تسأل اين الماء حايقول ليك( دقيقه خلى واحد من الشفع يجى عشان يملى ليك الجردل ده من ناس خديجه) ياالله هذه هى العبارة التى ستجد طريقها الى لسانك فى هذه اللحظه وستنظر ساعات اخرى لحدى مايجيبو المويه وملعونه دى بلد مويه مافيها
وفى جهاز شئون المغتربين ستتنقل بين تلك الصفوف الطويله وستدفع فى كل شباك تمر به وهى اكثر من خمسه شبابيك وفى كل مرة ستندهش وانت تردد( قلت كم)؟ ويجيبك الموظف( مليون انت ليك سنين ماجييت) وفى اخر شباك وبعد ماتتنفض تمام من القروش ورجلينك تكون ماشايلاك و مع ارتفاع درجات الحرارة و العرق يتصبب من كل جزء فى جسدك، تسأل الموظف المتواجد وفى الغالب ماتكون موظفه زهجانه وجنبها كميه من السندوتشات وخشمها مليان اكل (كده خلاص مش) وترد عليك بكل استهتار (الخلاص شنو؟باقى ليك الضرائب امشى صالة 2) يادينى النبى ياخى هو ده اصلو شنو ان والله حق الموصلات بقى ماعندى ملعون البجيك يابلد ....
وتعود ادراجك الى المنزل والساعه قاربت الثانيه منتصف النهار طبعا الجو ذى ماقلنا جو ابل ولا اقول ليكم حاجه والله جو غنم عديل كده والناس ماتزعل ولا اعتراض على حكم الله ولانساله رد القضاء ولكن اللطف فيه هى عبارات ترددها وانت تبحث عن حافله تعود بك الى المنزل بعد ان ضاع حق التاكسى فى دهاليز جهاز المغتربين ومع ذلك الزحام والازدحام تعود وقد تملكك تعبا رهيب وتمنى نفسك بنومه حلوة كده وجو بارد وتحلم بذلك المكيف الذى جلبته معك قبل ايام ليقلل من سخونة المنزل وعندما تدوس على جرس المنزل لا احد يفتح لك الباب فتحاول مرات ومرات لكن لا احد يفتح وتقول بينك وبين نفسك(ياربى الجرس بايظ ولا شنو) ؟ فى محاولة لتطرد تلك الفكرة السخيفه التى بدأت تنتابك وعندها تحاول ان تستمع لصوت الجرس لكن صوته لايصل اليك فتطرق الباب بشده بعد ان تفقد الامل فيه فيفتح لك الباب ويطل عليك احدهم فتساله ( الجرس بايظ صاح؟) فيقول لك ( لا لا الكهربه قاطعه) ..............ياخى انعل .......استغفر الله العظيم يارب.. لا اله الا الله ... لاحوله ولاقوة الابالله .... وبعد مرور اسبوعين من الاجازة حضر بعض الاقارب ليسلموا عليه وعند السؤال عنه وجدوه قد قطع اجازته وعاد... اما اخوانا المغتربين الذين ينتابهم جنون الاستقرار النهائى والحركات بتاعت قرفنا من الغربه وكده ،وعايزين اولادنا يتعودوا على اهلهم، وماعارف يشوفوا البلد، والاوهام التجاريه دى ،فهؤلاء عندما يعودون سيركبون التونسيه وهى خطوط داخل السودان تذكرتها ذهاب فقط دون رجعه لانها تذهب الى الآخرة وهى خيروابقى ولاحوله ولاقوة الابالله.
............ ايها الاخوة المغتربين انه وطنا يعكر صفو المجى لزيارة الاهل والحبان وطنا يفقدك بهجة ذلك الاشتياق، يجعلك تتلو من فرط الألم ،وطنا يصادم احلامك التى حلمتها قبل المجى، يمزق احشائك، وهو يفتقر لابسط مقومات الحياة، وطنا يحول مشاعرك واحاسيسك الدافئة التى جئت تحملها اليه، الى فواتير تدفع ثمنها من جيبك ومن دمك ومن منام عينيك، لذلك لاتحلموا بوطنا سعيد الى حين ان يذهبوا عنه هؤلاء، ،،عشان كده اوعكم تجوا وتعملوا فيها مفتحين تقولوا اجازة سريعه كده ونرجع ستعودون بعد الاجازة لكن اشلاء،، تحتاجون شهورا طويله حتى تلملموا انفسكم من جديد وتنمحى عنكم اثار معركة داميه خضموها اثناء الاجازة.. والغريبه انها معركة ليست مع الاعداء انها مع الوطن!!!!
ويابلدى يافردة جناحى التانى وكت الناس تطير لى عالمه.....وا وجعة الزول البجيك مايلقى فيك غير الهجير وناس تواتى مسالمه
كل البشاشات القبيل تلقاها ميته مسممه ...والجاته جاته من الارض...ماجاته من تالا السما

لي صديق من غانا متزوج من سودانية من جنوب السودان قابلته عرضاً في مطار شارلس ديغول بفرنسا في طريقه لأكرا قاصداً إجازة سنوية يقضيها بين أهله في غانا..
زارني هذا الصديق مع زوجته مؤخراً وهو مقيم معي بنفس المدينة بالسويد شاكياً إلي سوء الأحوال ببلده وطفق يحدثني بأسى عن غلاء الأسعار وإنتهازية التجار ببلده والذي أنفق فيه حوالي عشرة آلاف يورو في إجازة إمتدت شهر واحد فقط!..
وتصادف وقتها قراءتي لمقال صديقي الرائع ( الجار )..

عرضت هذا المقال لهذا الصديق مخففاً قدر الإمكان لرؤية صديقي الواضحة في طرحه لقسوة الظروف التي تصادف مغتربينا العائدين إلى الوطن ومجتهداً في شرح بعض المفردات التي إستعصت على فهمه عن حملات الباعوض المستعرة شارحاً له طريقة الإستحمام البديل في حالات إنقطاع الماء(حمٌام أحي ووب)؟!..
حقيقةً دُهش هذا الصديق تماماً عندما أيدتني زوجته مؤكدة على كلامي ومسهبة في شرح مدى إنعدام أبسط مقومات الحياة الخدمية في منطقتهم النائية بأطراف الخرطوم بحري..

و مع ما طرحه الأخ مدثر وهو يرى الصورة القاتمة للسودان اليوم خصوصاً أنه أي هذا الغاني قضى فترة طويلة بالسودان في عهد مضى كما أخبرني وشهد بأم عينيه أيام عودة المغتربين الذين كانوا يظلوا موضع حفاوة الأهل والجيران طوال مدة إجازاتهم التي تمتد إلى الشهرين وما يرافقها من عزومات وضبايح ورحل مجانية..إلخ؟!

فى الصباح ستحاول ان تخرج مبكرا لجهاز شئون المغتربين للقيام ببعض الامور وستحاول ان تبحث عن الماء الذى سيمنحك النشاط فى ذلك الصباح ولكن هيهات فالماسورة تصدر صوت اشبه بالشخير والجرادل فاضيه وعندما تسأل اين الماء حايقول ليك( دقيقه خلى واحد من الشفع يجى عشان يملى ليك الجردل ده من ناس خديجه) ياالله هذه هى العبارة التى ستجد طريقها الى لسانك فى هذه اللحظه وستنظر ساعات اخرى لحدى مايجيبو المويه وملعونه دى بلد مويه مافيها
وفى جهاز شئون المغتربين ستتنقل بين تلك الصفوف الطويله وستدفع فى كل شباك تمر به وهى اكثر من خمسه شبابيك وفى كل مرة ستندهش وانت تردد( قلت كم)؟ ويجيبك الموظف( مليون انت ليك سنين ماجييت) وفى اخر شباك وبعد ماتتنفض تمام من القروش ورجلينك تكون ماشايلاك و مع ارتفاع درجات الحرارة و العرق يتصبب من كل جزء فى جسدك، تسأل الموظف المتواجد وفى الغالب ماتكون موظفه زهجانه وجنبها كميه من السندوتشات وخشمها مليان اكل (كده خلاص مش) وترد عليك بكل استهتار (الخلاص شنو؟باقى ليك الضرائب امشى صالة 2) يادينى النبى ياخى هو ده اصلو شنو ان والله حق الموصلات بقى ماعندى ملعون البجيك يابلد ...مدثر نقل الصورة الكاملة لمعاناة جميع المغتربين في بلادي بكل وضوح!..
وهي ليست رؤية تشاؤمية قصد بها الإنتقام من واقع الحياة اليومية الرتيبة بالسودان لشباب حالم بالسفر خارج الحدود..فالرجل خبر السفر لأكثر من دولة عربية ومصدر كلامه من واقع عاشه والكثيرين حاله حال معظم الشباب الذي يعاني في بلادي من صعوبة الوضع والماآل السائد في إنتهازية طفيليي الطغمة الحاكمة بأمر الله؟ والذين هيمن محسوبيها على كل سبل العيش في أضخم مأدبة مجانية تشهدها البلاد!!؟
التحية لك يا صديقي..لعلي قد لامست شيئاً من طرحك وناصرتك في زمان شحيح بالمناصرين!؟..
وأنت على حق..

الأخــوان .. الأحــلــي ..مــن .. الونــســه .. المــشــتــهـيـهــا.. المـغتــرب مــع .. الحــبــان..والأهــل.. مــدثــر .. وبــدر الديــن ... !!
تــحــيــاتــي.
:
شــخــصــيا عــشــت هذا الــسيـناريو بالمــسطره 100% +أراضي المغتربين
+ مــشــروع ســندس = مكـــرر.. اربــعــة .. مــرات.
:
الله .. غــالب.

طيب ياجماعة الحل في نظركم شنو
حانكون كدة بس في البلد دي ، ناكل ونشرب ونضيع في الفلوس ما لازم الواحد يمشي ويشوف ويجلس ويعرف الحاصل شنو في البلد وياها في النهاية بلدنا رضينا ام ابينا والحالة بقت عاملة في معظم البلدان والسودان واحد منها
في الختام نسال الله ان يجعلها بلد رخاء ونماء وتصلح الاحوال ونعود نلقا البلد سودان تاني ما نفس السودان الخلينا زمان
والعود احمد

.

بدر الدين لك التحية
ضياء الدين انشاالله طيب

يحي حمد سعيد حامد النضيف كتب:الأخــوان .. الأحــلــي ..مــن .. الونــســه .. المــشــتــهـيـهــا.. المـغتــرب مــع .. الحــبــان..والأهــل.. مــدثــر .. وبــدر الديــن ... !!
تــحــيــاتــي.
:
شــخــصــيا عــشــت هذا الــسيـناريو بالمــسطره 100% +أراضي المغتربين
+ مــشــروع ســندس = مكـــرر.. اربــعــة .. مــرات.
:
الله .. غــالب.

يحي
اسف جدا على الرد المتاخر
العتب على النظر انا كبرتا
لك التحيه والله غالب

ضياء الدين العطايا علي كتب:طيب ياجماعة الحل في نظركم شنو
حانكون كدة بس في البلد دي ، ناكل ونشرب ونضيع في الفلوس ما لازم الواحد يمشي ويشوف ويجلس ويعرف الحاصل شنو في البلد وياها في النهاية بلدنا رضينا ام ابينا والحالة بقت عاملة في معظم البلدان والسودان واحد منها
في الختام نسال الله ان يجعلها بلد رخاء ونماء وتصلح الاحوال ونعود نلقا البلد سودان تاني ما نفس السودان الخلينا زمان
والعود احمد

ضياء سلام
اختفيت من المنتدى فجاة وين اراضيك انشاالله انت كويس
شكرا على المرور... محبتى