أنجال العاقب .. !!!

عمادالدين العاقب كتب:

كنا ننتظر الإجازة الصيفية بفارغ الصبر للسفر لقضاء العطلة مع ( حبوبتي ) لأمي بمدينة عطبرة .. وكنا ثلاثتنا عصام وعلاء وشخصي الضعيف بمدرسة السجانة الإبتدائية ونسكن في الإمتداد .. ومن أبناء الإمتداد زاملنا في المدرسة مجموعة كبيرة رغم تباين الصفوف لا أتذكرهم جميعاً ولكن منهم أسامة محمد سليمان نصر - خيري وبدرالدين أولاد أبوشنب - وأولاد الجمري - علاء الدين ميرغني - عبدالمنعم القار وأخوانه - عادل وعمر وعماد ( أبوالروس ) وعصام محمد الحسن - البحاري - مدثر - دفع الله حاج سعيد ( جميل ) - ميرغني الزنجي - شكو - عماد فرغلي وأخوانه - وكمال تساهيل وشقيقه عمر أصحاب مطعم الجوهرة .. ومجدي حسن طيفور .. مجموعة كبيرة من أبناء الإمتداد جمعتنا مدرسة السجانة الجديدة التي كان يديرها الأستاذ المربي حسن عبدالمنعم وخلفه علي إدارتها الأستاذ الوالد علي عوض الله الشقيق الأكبر للاعب الإمتداد ( عبدالله عوض الله ) ..

طلبت من الوالد إستخراج تصاريح السفر حتي نتمكن من عمل الحجز والسفر في أول يوم للإجازة .. وتحت إلحاحي قام الوالد بإستخراج التصاريح وطلب مني إكمال إجراءات الحجز في محطة السكة الحديد بالخرطوم .. أكدت الحجز في الدرجة الثانية المستحقة لنا حسب التصاريح .. وبدأنا في التجهيز للسفر ووضعنا أمتعتنا في شنطة واحدة ضخمة .. لم نترك شيئاً وإلا أدخلناه في جوف الشنطة حتي أصبحت الشنطة ثقيلة لدرجة لا توصف .. قبل السفر بأيام يسألني الوالد يا عمدة أكدت الحجز فأرد عليه بالإيجاب .. وفي تلك الليلة لم نزق طعم للنوم والأرق يحاصرنا وذكريات عطبرة تحوم في الخاطر خلوه عبدالحميد وميدان المولد والقشاشة وسينما الجمهورية وبيت حسن خليفة العطبراوي ورائحه الفلنكات والسودنة والداخله ووووو .. في الفجر كان ثلاثتنا في كامل الهندام وعلاء الدين يوقظ الوالد من منامه ويقول يا بوي القطر بيفوت يلا قوم وتحت إلحاحه طلب الوالد إحضار تاكسي ووقفنا بـ ( الردمية ) وسط الظلام وبراميل العم الربيع شامخه تعانق عنان السماء .. حمل الوالد وسائق التاكسي الشنطة ووضعوها بصعبوبه علي ( السبت ) فوق سطح الهلمان .. كان السائق كثير الثرثرة والهلمان تسير كالسلحفاء بلغت الديوم الشرقية بشق الأنفس .. ولما بلغنا مقابر فاروق إنسلت الروح وسائق الهلمان يستمتع بالثرثرة وقد إمتلأ فمه بالتمباك .. أخيراً صعدت الهلمان كبري المسلمية وهبطت أمام مستشفي الخرطوم وما أن وصلت لمجسم الجندي المجهول أمام بوابه محطة السكة الحديد وشاهدنا القطار لازال واقفاً أحسسنا بالراحه .. وقفت الهلمان في المواقف المخصصة وحاصرنا ( العتاله ) وحمل أحدهم الشنطة ووضعها بجوار القطار وحاسب الوالد وراح في حال سبيله .. هنا سألني الوالد التصاريح معك قلت نعم .. والحجز مؤكد فقلت نعم فطلب مني أن أركب داخل القطار وأبحث عن ( القمرة ) التي تم الحجز عليها .. كانت إدارة السكة حديد تضع ( استيكر ) عليه أسماء الحاجزين علي بوابه القمرة .. فأخرجت التصاريح من جيبي وفي تلك اللحظة خطف شقيقي الأصغر علاء التصاريح من يدي وقال للوالد أنا بدور الحجز .. وغضبت ورفضت ذلك ولكن الوالد كان يدلل علاء كثيراً وطلب مني أن أتركه يصعد للقطار ويبحث عن الحجز .. صعد علاء للقطار وحمل والدي الشنطة فوق رأسه وكانت ثقيلة جداً بينما علاء الدين يسير داخل القطار ونحن برفقة والدي نسير بالأرض بجوار القطار والشنطة الثقيلة تتلاعب بتوازن والدي يمنه ويسره وخطوتين مستارعتين لقدام وأخري للخلف وعلاء مستمر في السير داخل القطار حتي وصلنا آخر القطار والوالد يسأل علاء الدين حصلت الحجز يا ولد ويرد ( مستر بشتنه ) وهذا لقب علاءالدين الذي أطلقه عليه ناظر المدرسة الأستاذ علي عوض الله بالنفي لا مافي حجز فيستشيط الوالد غضباً ويوجه لي الكلام القاسي وأنني غير مسؤول .. ومن مؤخرة القطار عدنا نسير وقد خارت قوة والدتي وهو يئن تحت الشنطة ومستر بشتنه يشق القطار سيراً من المؤخرة حتي قاطرة الديزل الصفراء ماركة ( هيتاشي ) .. كان الغضب قد تمالك الوالد فقال أرجع تاني ودي آخر مره لو مافي حجز ترجعون البيت بدون كلام وعدنا نسير بجانب الوالد وهو يترنح يمنه ويسره ومستر بشتنه داخل القطار يخرج رأسه عبر النافذة ويزيد غضب الوالد بعبارته ( مافي حجز ) حتي وصلنا مؤخرة القطار ودار الحوار التالي بين الوالد وعلاء الدين وشخصي والوالد يئن تحت الشنطة علي رأسه ..

الوالد : أنت متأكد مافي حجز ؟
مستر بشتنه : مافي
الوالد : يا عماد أنت مش قلت حجزت وأكدت الحجز ؟
عماد : أيوه والله أكدت الحجز .
الوالد : الله يخرب بيتكم .
علاء : تعرف يا بوي في بدايه القطار أنا شفت حجز بس ما حقنا لا أسمي ولا عماد ولا عصام دا مكتوب عليه ( أنجال العاقب ) .
الوالد وقد بلغ الغضب مداه : الله يخرب بيت أبوك يا حمار .. بتقول أنجال العاقب ؟؟ أنجال العاقب يا غبي يعني حمير العاقب العايزين ضنب .

محمد مصطفى كتب:ههههههههههههههههههه@ علاء الدين
أكان سماهو الناظر مستر بشتنة ماغلطان عليهو


ياخ دا بشتن أنجال العاقب وعمو العاقب نفسو

والله ياعمدة مبالغة .. ليه ماحكيتا لي في التلفون؟
بس برضو ماكانت حاتكون أروع من سردك ليها كتابة !!

يديك العافية

محمد مصطفى كتب:والله ياعمدة كلامك جميل ودايماً موثق بصور ومستندات
وتهتم بالأحداث الدقيقة .. وتمتلك ذاكرة خرافية ماشاء الله

والصورة جميلة والله .. بس ماقلت لي سنة كم !

سميرعبدالرحيم فضل كتب:محمد مصطفي سؤالك بايخ جدا انت عايز تعرف سنة كم الله يكون في عونك ؟
بالتحديد قبل صدور شهادات الميلاد الزي حقتك وحقتي المتعاف علية حتي اليوم
ياود مصطفي عماد من زمن القرش المقروم واناحتي قلت ليه ناس المنتدي ديل
اكبر واحد فيهم من مواليد سبعين وانت سنة 70بتركب القطرومسؤل من عصام
وعلاءالدين يعني محمد مصطفي لسه اللفه ماوصله فياعماد ارجوك الناس ديل شويه
شويه عليهم ابدا ليهم من السبعينات عشان يستوعبو كلامك ياكومر معليش ياأبوالدرش
جدك عماد عيبو خفت الدم بس من الارشيف؟؟؟

عبدالله عوض عبدالله كع كتب:يا عمدة ..
انا لو كنت محل الوالد كنت رجعتكم البيت كداري يا قريبك وشالين الشنطه وشاليني كمان ..





الصورة .. قووووووووووويه . يعني كان لازم الكلب يقعد القعده دي يا عمدة ؟؟!!

عبدالله عوض عبدالله كع كتب:[quotete]

اولا نترحم علي روح روزه ... ونعزي الغاليه صدفه .لو هي زاته حيه .. عموما احفاده اكيد موجودين !! ولهم نعزي
لكن زمنكم يا عماد بكل صراحه فل الفل رائع .. انت عارف انا لمن اقعد مع الشازلي ويقعد يحكي عن جيلكم .. صدقني ما بمل نهائي وبنسي ليك نفسي ..الغريبه الحكاوي والقصص نهائي ما بتكرر .

راجع ليك تاني ...