،،،،،أمة إقراءة،،،،،
صفحة 1 من اصل 1
،،،،،أمة إقراءة،،،،،
هذا الكتاب الذي يجلب الحزن -والهم والغم- الكتاب الذي يحوي أشد انواع التنكيل و التعذيب الجسدي والنفسي مما يفوق كل تصور، أنه حقيقة مأساة وتظلم وجور الولاة والحكام، فهناك التاريخ و وقائع لم ولن تمحى حتى ولو حاول البعض جاهداً بالتضليل وطمس تلك المجريات المفجعة، فلسوف تنكشف يوماً ما كما سنرى في هذا الكتاب.
هذا السفر المحزن والذي يجلب الكآبه والظجر بل ويدعوك للبكاء عند بعض الحوادث التاريخية المفجعة ، والحقيقه انه يلزمك ضميرك الحي بالبكاء و التقهقر حينما تتصور تلك المذابح بل وحينما تتصورها بمخيلتك ستجد انك تنكرها ولا يمكن ان تصدق بما حدث و جرى لهول المنظر و سوداويته. هذا هو كتابنا اسود قاتم اللون بتلك الأحداث التي جمعها لنا يعقوب إسحاق من بطون كتب التاريخ والأدب و السير امثال تاريخ ابن جرير الطبري وتأريخه اصح التواريخ و اثبتها لم يقلد فيه احدا ، و تاريخ ابن اثير وهو من أشهر كتب التاريخ الإسلامي وأحسنها ترتيباً وتنسيقاً ، والعقد الفريد للقرطبي جمع فيه مختلف الجواهر مع دقة السلك وحسن النظام ، واعلام النبلاء ، و نشوار المحاضرة للتنوخي وهو من نوادر كتب الأخبار والأسمار العربية في سياقها ومراميها، و مروج الذهب، و انساب الاشراف، وفيات الاعيان وغيرها من الكتب الاصيلة ذات الشهرة والمرجعيه. فلقد جاء هذا الكتاب جامعاً لتلك الحوادث و المجازر المريعه التي تتصل في الإستبداد.
من فاحتة الكتاب يقول المؤلف:
قال الله تعالى: ( كنتم خير أمة أخرجت للناس )
أجل كنا خير امة أخرجت للناس في صدر الإسلام حينما قام النظام السياسي على اربعة اركان ثابته هي:
1- الشورى
2- الحرية
3- العدالة
4- المساواة
كنا خير امة أخرجت للناس حينما كان الحكام المسلمون ملتزمين بتنفيذ القيم السياسية الإسلامية على أرض الواقع، وعندما كان المسلمون يعيشون في ظلالها في سعادة ورفاهية.
وقد نعم المسلمون بهذه القيم السياسية الإسلامية في صدر الإسلام لفترة قصيرة لم تتجاوز أربعين عاماً فقط/ ثم تحول النظام السياسي في العالم الإسلامي إلى ملك عضوض.. أ.هـ.
ولما رأى المؤلف ان مرحلة الاستبداد طويلة جداً، غرق المسلمون في ظلامها منذ عام 41هـ، ولم يخرجوا منها لهذا اليوم، سائل نفسة سؤالاً : هل حقاً نحن خير أمة أخرجت للناس؟
وللأجابة عن هذا السؤال، قام بتأليف هذا البحث في زوايا التاريخ، والتاريخ لا يكذب حتى لو حاول المؤرخين إخفاء الحقائق التاريخية، أو حاول بعض المؤرخين تضليل القراء بانتقاء بعض الأحداث التاريخية التي تناسب أهدافهم وتخدم أغراضهم في إرضاء الحكام المستبدين.
يقول المؤلف ان النظام السياسي في الإسلام مر بثلاثة مراحل حتى الأن !
فبعد فاتحة الكتاب، يقدم المؤلف المحور الأول : المرحلة النبوية، ثم المرحلة الراشدة، ثم المرحلة الإستبدادية.
ففي المحور الأول يقدم لنا النظام السياسي ثم قواعد النظام السياسي وفي الاخير ارعة قواعد وهي:
االقاعدة الأولى (الحرية) ومنها ،حرية الرأي والتعبير، و الحرية السياسية ، و الحرية المدنية، والحرية الإقتصادية
القاعدة الثانية ( العدالة )
القاعدة الثالثة ( المساواة ) ومنها المساواة الإجتماعية ، والمساواة أما القانون.
القاعدة الرابعة ( الشورى) ومنها ، الشورى لخوض معركة بدر ، الشورى في النزول عند ماء بدر، الشورى في شأن أسرى بدر، الشورى يوم احد، الشورى في حفر الخندق، الشورى في تفريق الأحزاب، الشورى في قصة الإفك، الشورى في غزوة الحديبية، مشورة أم سلمة في الهدي بعد عقد صلح الحديبية.
وفي كل هذه القواعد و الوقفات التي أختارها المؤلف، يقدم لنا المقال الرائع والتوضيح المميز في شان كل محور منها بالإستعانه بالدكتور حسين الحاج حسن في كتابة النظم الإسلامية، وتمنيت لو انه وقف طويلاً امام تلك القواعد . وكما وجدنا فلقد اغفل المؤلف القاعدة الثالثة ولم يذكرها ، وربما هي سقطة مطبعية او انها خطاء منهجي للمؤلف في كتابه هذا خاصه وانه تقدم وذكرها في فاتحة الكتاب ومنها أضفت -بإجتهادي- القاعدة الثالثة .
بعد ذالك يقدم المؤلف المحور الثاني وهي مرحلة الخلافة الراشدة، وفيه يتحدث عن النظام السياسي في المرحلة الراشدة ويذكر تلك الأربعة مسالك التي اتخذها المسلمون لأختيار حكامهم. ويلج في النظام السياسي لحكومة عمر ابن الخطاب ويجعلها مثالاً ، ثم يسرد ما تناوله الدكتور حمدي شاهين من تلك الجوانب المختلفة لسياسة حكومة عمر رضي الله عنه بشيء من التفصيل وبخمس وقفات قيمة وهي من كتابه الدولة الإسلامية في عصر الخلفاء الراشدين.ثم يتحدث المؤلف عن السياسة المالية في المرحلة الراشدة وفيها يبين مدرى التوازن التي نعمت به هذه المرحلة ويعدد مصادر الدخل ، والنفقات ، والعطايا والهبات، وفي كلاً منها يقدم المؤلف شيء من التفصيل المهم و الرائع.
ثم تأتي المرحلة الإستبدادية وهي المحور الثالث ، بداية يتحدث المؤلف بشيء من الإيجاز عن نشاة المرحلة الإستبدادية بادئاً عن طريق سؤال يطرحه: ماهو الإستبداد السياسي؟ ومتى بدأ اللإستبداد السياسي؟ ، فيقدم الإجابة و يبداء بالتحدث عن نشأة هذه المرحلة، ثم يقدم لنا أقوال تدل على الإستبداد، بعدها يعدد لنا مظاهر الإستبداد، ثم فكرة عامة عن الممارسات الإستبدادية، فأشكال التعذيب وفيها يقدم ما ورد في فهرس موسوعة العذاب-7مجلدات- لعبود الشالجي ليعطي للقارئ الصورة الدقيقة لأشكال التعذيب، وهذا الكتاب اعتمد عليه مؤلفنا بذكر المرحلة الأخيرة من كتابه وهي المرحلة المريرة ... الممارسات الإستبدادية ، ولقد نقل من تلك الموسوعة -على عظم وهول المواقف والأحداث المذكوره - الشيء اليسير جداً من الممارسات التي حفلت به الموسوعة .
واقدم لكم بعضاً من تلك الممارسات الإستبدادية التي ذكرها المؤلف في كتابه نقلاً عن الموسوعة:
- ان الحجاج خلف في سجنه 80 ألف حبسوا بغير جرم، منهم 50 ألف رجل ، و 30 ألف امرأة ص118.
- في سنة 84هـ أحضر الحجاج حطيط الزيات الكوفي، وكان عابداً زاهداً يصدع بالحق، وقال له: ما تقول في أبي بكر و عمر ؟
قال: اقول فيهما خيراً.
فقال له : ما تقول في عثمان؟
قال: ما ولدت في زمانه.
فقال له : يا ابن اللخناء، ولدت في زمن ابي بكر و عمر ولم تولد في زمن عثمان؟
فقال: إني وجدت الناس إجتمعوا في ابي بكر وعمر، فقلت بقولهم، و وجدتهم اختلفوا في عثمان، فوسعني السكوت.
فقال معد، صاحب عذاب الحجاج، إني اريد ان تدفعة إلي، فوالله لأسمعنك صياحة.
فسلمة إلية فجعل يعذبة ليلته كلها، وهو ساكت فلما كان وقت الصبح كسر ساق حطيط، ثم اعادة إلى الحجاج فعذبه بأنواع العذاب، وكان ياتي بالمسال فيغرزها في جسمه وهو صابر، ثم لفه في باريه وأبقاه حتى مات، ص137.
- و قُدمت يوماً لإسحاق بن ابراهيم المصعبي، هريسة، وإذا فيها شعرة فأمر بالطباخ ، فقطعت يده، ص141.
- وافى الحجاج بن يوسف الثقفي البصرة، فأمر الناس بالخروج لحرب الخوارج، فجيء إلية بشيخ أعور، يضع على عينه العوراء صوفة، فكان يلقب ذا الكرسفة (وهو عمير التميمي)، فقال أصلح الله الأمير، إن بي فتقاً، وقد عذرني بشر بن مروان، وقد رددت العطاء، فقال له الحجاج: إنك عندي لصادق، ثم أمر به فضربت عنقه، وجيئ إلية بآخر فقال: أنشدك الله ايها الأمير في دمي، فوالله ما قبضت ديواناً قط، ولاشهدت عسكراً قط، وأنا حائك أخذت من تحت الجفة، فقال: اضربوا عنقه فقتل، ص157.
- روي عن السلطان سليم العثماني، انه قتل اباه وإخوته بأجمعهم في سبيل السلطان، وأن السلطان سليمان قتل ولده مصطفى و ولده بايزيد وأولاد بايزيد الخمسة، وأن السلطان محمد بن مراد الثالث العثماني قتل يوم جلوسه تسعة عشر أخاً له !! ، ووجد عشراً من الجواري حوامل من ابيه فقتلهن، ثن السلطان محمد بن مراد الثالث العثماني قتل يوم جلوسه تسعة عشر أخاً له !! ، ووجد عشراً من الجواري حوامل من ابيه فقتلهن، ثم قتل ابنين من أبنائه، ص189.
- في سنة 339هـ في عيد الأضحى، أمر عبدالرحمن الناصر الأموي الخليفة بالأندلس، فأحضر أمامه أحد اولاده واسمه عبدالله، وكان قد تآمر على أبيه ليحل محله، ومعه اتباع له، فأمر ولده أن يضطجع فاضطجع فذبجه بيده، والتفت إلى خصومة وقال: هذا ضحيتي في العيد، فليذبح كل منهم أضحيته، فاقتسموا أصحاب عبدالله ابن عبدالرحمن الناصر وذبحوهم، ص191.
- في سنة 982هـ توفي السلطان سليم بن السلطان سليمان، وفي يوم دفنه خنق أولاده الخمسه، خنقهم أخوهم مراد الذي خلف اباه في السلطنه، ص214.
- لما قتل الرشيد جعفر البرمكي ، امر برأسه فنصب على جسر الاوسط وقطعت دثته إلى قطعتين، صلب قطعة على الجسر الأعلى و قطعة اخرى على الجسر الاسفل، ص275.
- في سنة 188هـ هاج اهالي قرطبة على اميرهم الحكم، صاحب الاندلس ، لتظاهره بشرب الخمر و الانهماك في الملذات، فأنكروا فعله ورجموه بالحجارة ، واجتمعوا على محمد بن القاسم المرواني وبايعوه، وعلم الحكم بالحال فاعتقل الذين قاموا بذالك، وصلبهم عند قصره ، وكانوا اثنين وسبعين رجلاً من خيار الناس، ص220. ويطرح التراب عليه، ونصفه الاسفل على التراب، و يداس التراب، فلايزال كذالك حتى تخرج روحه من دبره، ص228.[/size]
-التعليق-
تعليقي على الكتاب:
من ناحية الإخراج فهو جيد بل رائع ولكني افضل بأن يكون غلافه كرتوني سميك لكي يحافظ عليه اكثر بسبب انه من الكتب التي يرجع لها دائماً، وكذالك اللوحة التعبيرية في واجهة الكتاب وهي معبرة جداً ولكن رغبت لو ان المؤلف لم يجعل الثلث الأعلى من الكتاب على لون واحد وبدون اي خلفيه معبره. اما الاوراق و تماسكها فممتازه ولا يوجد اي ملاحظه.
ردود وتعليق على المؤلف:
اجد انه من الناحية الإملائية وقع في أخطاء قليله جداً كان يحسن تداركها اذكر منها ص137 وكان حديداً والصحيح انه وكان شديداً. ومن ناحية اخرى اغفل المؤلف ص22 ذكر القاعدة الثالثه ولم يتقيد بالمنهج الذي سار عليه بذكر بقية القواعد وجعل القارئ تائهاً لولا انه اشار الى تلك القواعد بفاتحة الكتاب.
انني الوم المؤلف على مواضع كثيره ارى بأنه اخطاء بل و تعدى حدوده و ذهب للخوض في المحظور ولا ادري ماذا يريد من كل هذا ، اهي رسالة للقارئ ليبرهن له ان كذا وكذا ! او لكي يوضح لنا ميوله والتي اعتبرها مفاجئه، عموماً في صفحة85 يقول المؤلف: "وقد حرم معاوية بن ابي سفيان وخلفاؤه من الحكام المستبدين الخروج عليهم عن طريق بعض الأحاديث الامزورة المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم والاتي تدعوا المسلمين إلى طاعة الحكام وعدم الخروج عليهم حتى لو ضربوهم وأكلوا مالهم ، ورموا الخارجين عليهم بالكفر."
اولاً لاطاعة لمخلوق في معصية الله، و ولي الامر مطاع في هذه الحدود، فإن حديث عبادة يدل على أنه لا تجوز المنابذة إلا عند ظهور الكفر الواضح الذى ليس فيه شبهة ، ومنه الطعن فى صلاحية حكم اللّه ، واعتقاد ما أجمع على حرمته كالزنى والربا أنه حلال ، أما ارتكاب المحرمات بغير اعتقاد حلها فهو عصيان لا يخرج به إلى الكفر ولا يجيز الخروج عليه، وهؤلاء فقهاء هذه الأمة ومجتهدوها يجمعون على أن طاعة أولي الأمر لا تجب إلا فيما أمر الله، وأن لا طاعة لهم فيما يخال على حرمته كالزنى والربا أنه حلال ، أما ارتكاب المحرمات بغير اعتقاد حلها فهو عصيان لا يخرج به إلى الكفر ولا يجيز الخروج عليه، وهؤلاء فقهاء هذه الأمة ومجتهدوها يجمعون على أن طاعة أولي الأمر لا تجب إلا فيما أمر الله، وأن لا طاعة لهم فيما يخالف ذلك(1) ولا خلاف بينهم قولاً أو اعتقاداً في أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأن إباحة المجمع على تحريمه كالزنا والسكر، واستباحة إبطال الحدود، وتعطيل أحكما الشريعة، وشرع ما لم يأذن به الله، إنما هو كفر وردة، وأن الخروج على الحاكم المسلم إذا ارتد واجب على المسلمين، وأقل درجات الخروج على ولي الأمر عصيان أوامره ونواهيه المخالفة للشريعة(2).
وقولك انها احاديث مزوره ، لهذا ليس صحيح بل هي صحيحه يقول الرسول ص (اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة) رواه البخاري وأحمد وابن ماجه وابن حبان التميمي عن أنس مرفوعا ومسلم عن أبي حصين(3). إذا فلقد أخطاء المؤلف هدانا الله وإياه.
وفي ص84، ينقل لنا المؤلف قول نبيل اريخ بتهمة انه اول من أصل الاستبداد السياسي في الدولة الاسلامية لانه من كتبة الوحي ولم يعلموا بأن كتابة الوحي ليست بعاصمة ..."
فالظاهر لنا ان المؤلف مؤيداً تماماً لمايقوله الاستاذ نبيل ، ولقد اخطاء في وصف ألائك
وفي ص7، يقول المؤلف في حديثة عن الفقهاء و العلماء الذين اغلقوا افواهم حسب تعبيره: "ربما كان سكوت بعض هؤلاء الناس خوفاً من بطش الحكام، ولكن المؤكد ان الكثيرين منهم باعوا أنفسهم للحكام، ولم يسكتوا عن محاربة الفساد فقط وإنما ساهموا في زيادته عن طريق التبرير وتضليل الامة باستخدام الدين لتأييد الحكام المستبدين."
كيف له ان يقول "من المؤكد" وهو لم يبين على ماذا اعتمد لكي يؤكد ، وكذالك انبه على انه يؤكد على امر في غاية الخطورة
ان من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم(4) ، كما وصفهم الله بذلك في قوله تعالى : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } [ الحشر : 10 ] ، وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : « لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه » (5)
ويتبرءون من طريقة الرافضة والخوارج الذين يسبون الصحابة رضي الله عنهم ويبغضونهم ويجحدون فضائلهم ويكفرون أكثرهم . وأهل السنة يقبلون ما جاء في الكتاب والسنة من فضائلهم ويعتقدون أنهم خير القرون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « خيركم قرني » الحديث (6) « ولما ذكر صلى الله عليه وسلم افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة وأنها في النار إلا واحدة ، وسألوه عن تلك الواحدة قال : هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي » (7) قال أبو زرعة وهو أجل شيوخ الإمام مسلم : إذا رأيت الرجل ينتقص امرأ من الصحابة فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن القرآن حق والرسول حق وما جاء به حق ، وما أدى إلينا ذلك كله إلا الصحابة . فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة . فيكون الجرح به أليق والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوم وأحق - قال العلامة ابن حمدان في نهاية المبتدئين : من سب أحدا من الصحابة مستحلا كفر ، وإن لم يستحل فسق ، وعنه يكفر مطلقا ، ومن فسقهم أو طعن في دينهم أو كفرهم كفر ( واعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات ، سواء من لابس الفتن منهم وغيره ؛ لأنهم مجتهدون في تلك الحروب ، متأولون كما أوضحناه في أول فضائل الصحابة من هذا الشرح . قال القاضي : وسب أحدهم من المعاصي الكبائر ، ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزر ، ولا يقتل . وقال بعض المالكية : يقتل (9)
وفي فاتحة الكتاب يبين لنا المؤلف اننا كنا خير امة ، ولم يذكر كامل الأية !!! ، ويريد من ذالك اللفظ بأننا كنا خير امة اخرجت للناس في صدر الاسلام !! فهو يعني بأننا لم نعد خير امة وهذا حكم خطير ولم يقوم المؤلف بالتصريح المباشر بأننا لسنا خير امة ، ولكن من خلال قراءة متانية لفاتحة الكتاب سنعلم توجه الكاتب وما يريد وما اراد قوله سواء صرح به او لم يصرح، وكذالك نتأكد من قولنا فيه من خلال ص7، حينما تسائل هل نحن خير امة اخرجت للناس؟ وقال: الجواب عن هذا السؤال يصبح سهلاً حينما يقرأ القارئ الكريم هذا الكتاب الذي لم اكتبه" اي انه جمع وإعداد فقط، وعموماً انني اجده اخطاء خطئ فادح في ما بينته للتو والا فالأحاديث تبين لنا في معنى قوله تعالى: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ } فمن اتصف من هذه الأمة بهذه الصفات دخل معهم في هذا الثناء عليهم والمدح لهم، كما قال قتادة: بَلَغَنَا أن عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] في حجة حجّها رأى من الناس سُرْعة فقرأ هذه الآية: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } ثم قال: من سَرَّه أن يكون من تلك الأمة فَلْيؤدّ شَرْط الله فيها. رواه ابن جرير (10) وعلى قول مجاهد: كنتم خير أمة إذ كنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، ويكون قوله: " كنتم خير أمة " أي بعد بني إسرائيل(11).
و كذالك وجدت المؤلف لم يكن متثبتاً مما يورده في ثنايا هذا الكتاب، ولم يقدم أي إشاره في الهامش لا توضيحيه ولا للأستطراد ولا توسيعيه ولا إحاله ولا يحزنون..!
ثم انني الاحظ على المؤلف يعقوب محمد إسحاق او المكنى بـ بابا يعقوب الذي عرفناه من خلال قصص الاطفال ورئيس تحرير مجلة حسن للأطفال ، يتحول الان إلى اتجاه اخر ، وهو صاحب كتاب "الصلاة" و "صلاة العيدين" ولم يطبعا حتى الان، و الكتابين للمؤلف يعقوب اسحاق قد حذر منهما العلامة عبدالعزيز ابن باز ضمن قائمة كتب بين فيها ابن باز بأنها خطرة على العقيدة الاسلامية وتحوي افكار هدامة. (12)
كتبه لكم:
شهاب التميمي
__________
(1) الشرح الكبير ج9 ص341، شرح الدردير ج4 ص218، المهذب ج2 ص189، حاشية ابن عابدين ج3 ص429.
(2) تفسير المنار ج6 ص367، أحكام القرآن للجصاص ج2 ص214، روح المعاني للألوسى ج5 ص66 وما بعدها.
(3) صححه الاباني في مشكاة المصابيح الجزء 2 برقم 3663 .
(4) كتاب التوحيد للعلامة ابن فوزان ط4 ج1 ص121.
(5) في الحديث المتفق عليه.
(6) الحديث في الصحيحين .
(7) رواه الامام احمد وغيره .
( شرح عقيدة الفاريني ( 2 / 388 - 389 ) .
(9) شرح النووي على مسلم .
(10) تفسير ابن كثير ج2 ص103.
(11) تفسير القرطبي ج16 ص142.
(12) مجلة البحوث الإسلامية العدد 15 ص 286-287
Majdi AbdulRahim fadul Mo- وسام التميز
- عدد المساهمات : 673
تاريخ التسجيل : 08/06/2009
الموقع : الأمتدا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى